الصلاة من أجلّ الأعمال الدينية وأهمها بل هي عمود الدين وإذا قُبلت قبل ما
سواها وإذا ردت رد ما سواها، وينبغي للإنسان أن يأتي بصلواته في أول
أوقاتها، فمن استخف بصلاته واستهان بها كان كمن لا يصلي، قال رسول الله :
«ليس مني من استخف بصلاته».
فيتحتم على الإنسان أن يواظب على صلاته
أشد المواظبة ولا يأت بها على سرعة وعجل، وأن يكون ـ حال الصلاة ـ خاضعاً
لربه، خاشعاً وقوراً وأن يلتفت مع من يتحدث ويعلم من يحادث، وأن يرى نفسه
أمام عظمة الله وكبريائه حقيراً صغيراً. ولو التفت المصلي في حال الصلاة
إلى هذا المطلب كان جديراً أن ينسى نفسه بين يدي ذي الجلال كما حدث لمولانا
أمير المؤمنين إذ استخرجوا السهم من رجله الشريفة، دون ان شعر بذلك أو
يعلم.
وهكذا ينبغي للمصلي أن يستغفر الله العظيم، ويتوجه بكله إليه،
وأن يترك الذنوب والمعاصي التي تمنع قبول صلاته كالحسد والكبر والغيبة،
وأكل الحرام، وشرب المسكرات، والامتناع من دفع الخمس أو الزكاة، بل كل
معصية على الإطلاق.