فى حضن النهر..من اعلى
الكوبرى ..صوت الموسيقى يأتى من النهر..رمادى اللون..رمادية السحاب اليوم
..وأقف وحدى اليوم ..ليست معى..هل لذلك تشعر أصابع يدى بالغربة
الحمقاء..كوب "حمص الشام"الذى اسندتة على السور الحديد..ينتحر..عجيب هذا
الحزن..هى لم تتركنى..ولن تتركنى ..أّذا لماذا أشعر بكل هذا الحزن..عادتها
فى التأخير..وتبررها دائما..بأنها تحبنى وتحب أن أراها فى افضل صورة
لها..الملكات يتأخرن..عاداتهم هكذا..وعادات الشعوب الانتظار..
نهار غائم..
يقف
فوق السور..يشبك اصابع يده الأولى بأصابع يده الثانية..يهتز..يشعر بأنة
سيقع..يقاوم..يثبت..يبتسم..يرد الابتسامة..يرشف من كوب حمص الشام..بيدة
الاولى..ويناولة..يدة الثانية..يرشف رشفة..فيلقيها فى النهر..يضحك..يبادل
نفسة الضحك..يرقص طربا..فوق السور..وتتعالى الاصوات..ولا أحد يتدخل..يخافوا
التدخل...الشرطة لم تأتى بعد..لا أحد يتحمل المسئولية..فى هذا
الزمن..والاحتمالات قائمة فى مثل هذة المواقف..والرقص طربا ً فوق أسوار
النهر..لا يعنى الا الاختفاء فى بطون النهر..
أتيتى
متأخرا..أعذرنى..فلنوقف الرقص ونأخذ هدنة..لا أستطيع..موسيقى النهر
تجبرنى..حبيبتى..النهر يأمرنى..أحبك..ولكنك ترفض الرتم..والرقص..لا أحب
النغمة الواحدة..ونهرك ذو نغمة واحدة..دعينى اتدفق فى قلبك..فقلبك
سيمفونية كاملة..ولكنى لا أستطيع..أفضل النغمة الواحدة..عسى تحمل لى صوت
الخلاص..لا احب الاحتمالات ..احتمال واحد يكفى..ستنزلقين..فى حضن النهر لا
موت..أتركنى..فلتأخذينى إذا معكى..تعالى إذا..أكثر أكثر..أشعر بالراحة
معكى..وستشعر أكثر فى حضن النهر..حان الرجوع إلى حضنة ..حان الرجوع..
أول ليل غائم...
ما
يسكن فى النهر..إلا أحبتة..يقفز..يفيقون من ثباتهم..يندهشون..مع ان
معظمهم..يعرف النهاية سلفا..إلا ان الموت يفاجئنا كل مرة ..يتشبثون فى
السور بقوة..وكأن السور مانعهم من نهاية محتمة..يبكى بعضهم تأثرا..بعد أن
أختفى القتيل..ولم يختفى
القاتل،النهر..يخافون..يتمتون..يبكون..يتصايحون..ينع ون..ويبدأ ليلهم فى
الغيوم..ويتحركون بطيأ بطيأ..متشابكين..كأن هذا سيعطيهم فرصة فى
النجاة..بدون النهر أو به..تكتب النهايات..وما خلقت البدايات إلا
للنهايات..يرحلون..ويظل النهر نهر ..والسور سور..وتظل النهاية سواء..