تخيَّل أنك فزت في إحدى المسابقات، وكانت جائزتك:
أنك ستدخل بستاناً كبيراً فيه كل ألوان الفواكه، وفيه صناديق ذهب وفضة،
وستبقى فيه مدةً قصيرة، تستطيع خلالها أن تجني من الثمار ما تشاء،
وتأخذ من الذهب والفضة ما تشاء، وتخرج في نهاية المدة، بما جنيت من الثمار،
وما أخذت من الذهب والفضة، فهل تُمضي وقتك في قطف الثمار، وجمع الذهب والفضة،
أم تنشغل عن ذلك باللهو واللعب، حتى تضيع الفرصة وتخرج آخر المدة صفر اليدين؟
شهر رمضان هو ذلك البستان، فيه ما هو أشهى من كل الثمار، وأغلى من الذهب والفضة،
فهل ننتهز الفرصة، ونجني فيه ما نشاء، أم ننشغل عنه باللهو واللعب،
حتى تمضي أيام وليالي الشهر الكريم، ونخرج منه صفر اليدين؟
هيا ننتهز الفرصة، التي تأتينا مرة في كل عام، إنه شهر رمضان،
نجني ثمار نهاره بالصيام، ونجني ثمار ليله بالقيام وقراءة القرآن، ونتذكَّر أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب،
بل هو حفظ للبصر واللسان، واجتناب كل ما نهانا الله عنه من الآثام، فإذا أقبل الليل، فهو استمرار لجني الثمار،
فلا نضيِّعه في لهو ولعب، بل نتقرَّب فيه من الله بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم.