قال
الله تعالى آمراً نبيه : قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ
الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31
........
ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه
الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر
أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء
وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين].
.,.,.تصدقوا ... فليس للكفن جيوب
كان
رجل ينزل خروفاً قد اشتراه .. فانفلت الخروف وهرب !! وصار الرجل يطرده ،
حتى دخل الخروف بيت أيتام فقراء !! وكانت أم الأيتام تنتظر كل يوم عند
الباب من يترك لها طعاماً وصدقة عند الباب فتأخذها... وقد اعتاد الجيران
فعل ذلك... فلما دخل الخروف الباب خرجت أم الأيتام فنظرت فإذا جارهم أبو
محمد عند الباب وهو مجهد ومُتعبً!! ..
فقالت له : الله يجعلها صدقة
واصلة يابو محمد !!...وهي تظن أنه متصدق بهذا الخروف !!،،،فما كان منه إلا
قال : الله يتقبل واسمحي لنا يا أختي عن التقصير معكم !
فالتفت الرجل
تجاه القبلة وقال: اللهم تقبله مني ..وفــي اليوم الثاني خرج الرجل بعد
الفجر ليشتري خروفاً جديداً فرأى سيارة محملة بالخرفان واقفة فاشترى من
صاحبها
أسمن من خروفه البارحة ..سأل أبومحمد عن السعر،،،فقال البائع: خذها ولن نختلف !!
فحمل
الخروف السمين للسيارة.. فقال البائع :هذا الخروف دون ثمن،،، والسبب أن
الله رزقني هذه السنة بميلاد كثير من الغنم،، فقلت : نذر عليّ إذا كثرت
الغنم أن أعطي أول مشترٍ مني خروف هدية ..فهذا نصيبك... سبحان
الله....سبحان الله...سبحان الله
.,.,.,فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.
رابعاً:
أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت
رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }. قال يزيد: (
فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر
النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل
تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].
خامساً:
أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة
}. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته
منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال:
اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين
ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].
سادساً: إن فيها
دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت
تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد].
..........أخي
الكريم الصدقة لها وزنها الكبير في ديننا الإسلامي حيث حثنا عليها الله
سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه
وهو خير الرازقين } (سبأ 39) وقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً
حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) وعظّم شأنها نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم في مواضع عدة في آحادثيه الشريفة يقول صلى الله عليه
وسلم : ( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه ، قال : ما نقص مال عبد
من صدقة .... ) رواه الترمذي
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن الإنسان انقطع عمله من ثلاث ، صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به ، ولد صالح يدعوا له ). رواه مسلم
أيها
الحبيب كم هي سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء ؟! أعمال يسيرة ،
وأخرى كبيرة تناسب كل همة ، وتوافق كل عزيمة بضاعة رائجة وتجارة
مثمرةمعروضة على عرصات الحياة وكل الناس يغدو إليها ، وينافس عليها ، فأين
أنت عنها ؟!
هل ترضى بالدون وتقنع باليسير ؟! فيا لحسرة المفلسين في يوم القيامة والدين!
ويا
لفرحة الفائزين برضوان رب العالمين ! ويا لخسارة الغافلين يوم يصاح في
آذانهم ، جاء الأجل وانتهت فرص العمل وأنتم في خمول وكسل فعضوا أصابع الندم
أدروا دموع الألم
واخيرا اقول لنفسي قبلكم اليوم عمل ولاحساب!
وغدا حساب ولاعمل!