علام يحسد أحدكم أخاه .. !! من عجيب ما رأيت أمام عيني منه ( لا يصدق ) !! (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يمدكم بالعون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد ..
إطلالة :
عن ابن عباس قال كان رسول الله يقول لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا // رواه مسلم //
زميل لي ..
أعطاه الله من البلاغة والفصاحة .. وحب الخير والعصامية ما يدهش من حوله ..
بارك الله له ... ولله دره ..
أقام حياته لوحده وجذب الناس لوحده لم يكن له معين .. سوى الله
بكل ما تعنيه الكلمة ..
تعجبت لحاله كثيرا ..
في حين ينطلق الآباء مع أبناءهم للتسجيل في الجامعات ..
تجده لوحده وقد غادر من مدينته ..
وحيدا فريدا ..
وهو الآن من طلاب العلم .. الذين يشار إليهم بالبنان ..
خطيب مفوه .. ومتحدث بليغ ..
رغم حداثة سنه ..
شاب في الرابعة والعشرين أظنه .. !!
والعجيب رجل علاقات عامة فهو يعرف من جميع الطبقات ...
بشكل غير طبيعي يصعب على من كان في سنه حصد مثل هذه المعارف في وقت مبكر كسنه هذه !!
لله دره .. قولوا معي ما شاء الله تبارك الله ..
---------------------------------------
بدأ نبوغه من صغره ..
وكان وحيدا لا أب معين ولا أحد إلا الله ..
كان ينهي إجراءاته لوحده ويسافر لوحده..
فعلا عاش حياته لوحده ..
لم يكن خلفه إلا أما صالحة ... دفعته نحو المجد دفعا ..
وإلا فليس وراءه بعدها أحد ..
وكل من حوله كانوا يرون فيه أنه أعجوبة ..
انطلق للجامعة الإسلامية .. بالمدينة النبوية ..
وتعجب كل من حوله من أقاربه !!
حسدا وعجبا ..
كيف ذهب إلى هناك وليس معه أحد ونحن مع أبناءنا ولم يفلحوا و لم ينجحوا ويرسبون كل سنة .. !!
كيف نجح واختار المدينة وذهب لوحده هناك .. !!
ذهب زميلنا للمدينة وسجل .. وكان رقم قبوله من ضمن المئات المسجلة ..
رقمه قبوله ( 16 ) ما شاء الله ..
درس وأبدع وكون علاقات مع العلماء هناك يغبط عليها وأنا مطلع على حاله ..
أحبه زملائه وقدروه .. وأحتواه مشائخه وأجلوه ...
حتى أنهم في الجامعة لا ينادونه إلا الشيخ فلان ..
وحبب إليه المسجد النبوي حبا عظيما .. فكان حمامته .. حتى إنه ليفتقد إذا غاب ممن في الحرم ..
وله مكان .. أصبح لا يجلس فيه .. يعرفون أنه ( للزميل هذا )
ودخل رمضان ... شهر يهنأ فيه أهل الطاعات بطاعاتهم .. وأهل الدموع التائبة بدموعهم ..
شهر القرآن شهر التوبة شهر الرجوع .. ما أحلاها لمن عرف سره وذاق حلاوته ..
جلست معه مرة .. وهو عزيز وليس بيني وبينه أسرار ..
وقد اختلفت حاله ..
مالك يا فلان ؟؟
أراك متضائقا !! وجهك غير الوجه الوضاح ..
قال : الحمد لله على كل حال ...
(( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ))
خير ... ما أصابك ؟؟
قال مذ أتيت المدينة .. ورمضان هذا الذي تعرفونه لم أذق طعمه ... !!
أعوذ بالله .. لماذا ؟؟
قال : والله يا فلان لا أعلم .. ما أدري ..
يضيق صدري بالطاعة وينشرح للمعصية ..!!
سبحان الله ينشرح للمعصية ... !!
قال لي تخيل .. !! لم أكن لأصدق لولا أني رأيت ذلك بعيني ...
تخيل ... لا أطيق أن أفتح المصحف لأقرأ فيه لأحظى بشرف القراءة في الزمان والمكان المباركين ..
حرمت التلذذ به .. يضيق صدري حتى لأكاد أرميه من بين يدي ...
إذا ذهبت للحرم .. ليس كما تعلم في غير رمضان ... أحب الحرم ويحبني ..
وإنما أشعر بحالة غريبة مذ أطأ بقدمي بوابة الحرم ..
أشعر أني غريب والكل ينظر لي ...
يضيق صدري ... والله لا أكاد أفطر مع الصائمين وأجلس بعد المغرب أقرأ وأسبح ..
إلا ويضيق صدري .. ضيقا ..
لا يثبت معه .. أحد ..
فو الله الذي لا إله غيره ..
أخرج من الحرم مبغضا للجلوس فيه مدبرا غير مقبل وللأسف ..
لدرجة أني لا أطيق أن أنظر ورائي له
!
وأودعه كما هو الحال في غير رمضان ..
لم أعد أحب الحرم ..
الحرم الذي كنت أذهب له في اليوم مرتين ..
صرت لا أدخله ربما في الأسبوع إلا مرتين ..
تخيل ... لا أستطيع إتمام التراويح .. في المسجد النبوي ..
صبرت المرة الأولى ... الثانية ..
حتى لم أعد أصلي فيه ..
بل حتى خارج الحرم ..
لا يهدأ بالي وتسكن نفسي إلا بالتقصير ..
لا بد أن أؤخر الصلاة عن وقتها .. فإذا صليتها مع الناس ضاقت علي دنياي ..
تتغير نفسيتي .. فأخسر بعض العلاقات ... ولا أحب الاختلاط ..
تحبب إلي الشهوات .. وتتكاثر علي الخواطر التي تدعوني للسيئ من الفعل والقول ...
بشكل يذهل منه العاقل ..
لأول مرة من سنوات يمر علي هذا الرمضان ولم أستطع تجاوز آل عمران وكنت أختم ما لا يقل عن ثلاث ..
واليوم لا أستطيع إكمال التراويح لما أجده من ضيق نفسي .. واضطراب جوارحي كأني على نار ..
ولسبب آخر لا أستطيع وهو الرئيس ولكني أخجل .. من ذكره ..
(( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله )) ...
والله تعبت من كل شيء من حياتي ... من نفسي لا أدري ما الحل ؟
على كل حال ارقي نفسي ... وأحاول قدر الاستطاعة اجتناب المحرمات ..
والعجيب ..
أنه في الليلة التي يعلن فيها العيد ...
أصبح وكأنه ليس بي بأس ..
مثل ( فلان ) الذي تذكره ..
والله كنت أقرأ قصص وأتعجب منها من شبه هذا قديما ولم أكن أتوقع .. يوما من الأيام ..
أني سأكون قصة خيالية ..
بل والبطل ..
والله وحده المستعان ..
وأعطيك أشد من هذا ..
أحيانا أسافر للدعوة ... أو للحج ..
أي سفر يكون سفر طاعة ومن الأسفار المؤقتة ..
يضيق صدري مع أي فجر يقبل علي ..
حتى كدت .. أقطع حجي .. في يوم من الأيام .. !!
وكانت حجة الإسلام ..
وقد رأيت في المنام رؤيا ..
وأخبرت بها من أثق في دينه .. وورعه ..
وعبرها لي تعبيرا ..
صبرت فيه واحتسبت ..
قال لي الشيخ أنت تخطب جمع ( تخطب خطبة جمعة ) في الجوامع ؟
قلت نعم ..
قال تتكلم في المساجد .؟؟
لك أنشطة جماهيرية ..
قلت نعم ..
قال تحصن نفسك قبلها ؟؟
قلت : لا ..
قال حرام عليك ظلمت نفسك ..
شف .. ترى ما فيك عين وإلا اثنين أنت مليء بالعيون ( أي حسدك كثير من الناس )
لكن اصبر وعليك بالأخذ من آثار
من تشك فيهم ..
قلت الحمد على كل حال ..
صابر ومحتسب ..
فنقول علام يحسد أحدكم أخاه ؟؟ !!
هذه قصة رأيت صاحبها بعيني ..
وإن شاء الله سأزودكم ... بالعجيب مما رأيته بعيني ..
لن أنقل لكم .. ولكن سأورد لكم فقط .. ما وقفت عليه ..مباشرة !!
ورأيت من أصيبوا بالعين بأم عيني ..
نسأل الله أن يشفي أخانا وكل مريض ..
والله وحده المستعان ...
ونجدد ختاما :
علام يحسد أحدكم أخاه ..؟؟
والله يحفظكم ويرعاكم